أثر مواقع التواصل الاجتماعي على عملية الضبط الاجتماعي

Abstract

يمثل هدف الدراسة الحالية؛ دراسة أثر مواقع التواصل الاجتماعي على وسائل الضبط الاجتماعي، وتم من خلال الإطار النظري الحديث عن أنواع الضبط الاجتماعي، ونظرياته، وأساليبه، والإعلام والضبط الاجتماعي. كذلك تهتم الدراسة بالوقوف على دور وسائل الإعلام؛ نظرًا لما تقوم به من دور في توحيد الناس على ثقافة واحدة يصبح الخروج عليها أمرًا صعبًا ومتعذراً، بغض النظر عن صحة تلك الثقافة أو انحرافها، ومن ثم تصبح مع مرور الوقت عرفاً، وتصبح جزءًا من ثقافة المجتمع، حيث أصبحت وسائل الإعلام هي التي تحدِّد للناس ما يصلح وما لا يصلح من خلال الإعلان عن آراء معينة.

لا يخفى أن لوسائل الإعلام القدرة على تصوير القضايا والأحداث والأشخاص على خلاف الواقع الفعلي، وتقديم تلك التصورات للجمهور على أنها تمثل الصورة الحقيقية، وذلك من خلال توظيف مفهوم الصورة الذهنية، حيث تعرض وسائل الإعلام جزءاً من الصورة الحقيقية عن قضية ما - وتركز عليها - وتقدمها للجمهور على أنها تمثل الصورة الحقيقية بكامل أجزائها، ومن خلال تعرض المتلقي المستمر لوسائل الإعلام، تتكون لديه صور ذهنية متعددة عن جملة من القضايا أو الأحداث بناءً على الاتجاهات السياسية والفكرية والثقافية لتلك الوسائل.‏‏

وتهتم هذه الدراسة على وجه الخصوص بمواقع التواصل الاجتماعي باعتبارها نوعًا من الإعلام الجديد قد فرض نفسه بقوة داخل مجتمعاتنا العربية، بل والمجتمع الإنساني بصفة عامة، فهي مواقع وشبكات مجَّانية متاحة لكل شرائح المجتمع، صممت في الأساس لتكون سهلة الاستخدام حتى تيسر عملية التواصل بين مستخدميها أيًّا كانت انتماءاتهم أو خلفياتهم أو لغاتهم ... وقد استطاعت تلك المواقع أن تُنشئ مجتمعات افتراضية بما يتوافر لها من سبل التواصل، سواء من خلال ما هو مكتوب أو ما هو مرئي، ومن ثم أصبحت تلك الشبكات والمواقع وسيلة مهمة جداً في نقل وتبادل المعارف والخبرات، ودعم العلاقات بين مستخدميها - الذين زادت أعدادهم بصورة كبيرة جداً في الفترات الأخيرة- وقد شغلت تلك المواقع أهمية كبيرة جداً لدى مستخدميها، حتى أصبحنا نعاني مما يمكن تسميته: إدمان مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي كان له تأثيره على المجتمع بصفة عامة، والضبط الاجتماعي بصفة خاصة.