Abstract:
تهدف الدراسة إلي معرفة مدى انتشار العنف الأسري وصوره وأسبابه ونتائجه، ومن ثم تخفيف حدته من خلال سلسلة من الإجراءات والتنظيمات الملزمة، تحديد العوامل المؤدية للعنف الأسري وما إذا كانت عوامل اجتماعية، أو نفسية، أو اقتصادية، أو ثقافية، وطرح رؤية علمية تساعد صُنَّاع القرار في اتخاذ ما يرونه كفيلاً بعلاج المشكلة أو التخفيف منها ومن آثارها على الفرد والمجتمع، كذلك اقتراح إنشاء هيئة حكومية يكون هدفها الأول علاج هذه المشكلة، ووضع الأسس الهامة لمواجهتها مواجهة فعالة أو التخفيف من حدتها.
تحددت أهمية الدراسة في تركيز الضوء على مشكلة لم يتم بحثها بشكلٍ كاف، تحديد أنماط وصور العنف الأسري وأشكاله، معرفة أسباب العنف الأسري في المجتمع السعودي، معرفة بعض نتائج العنف الأسري والضرر الذي يُحْدِثُه لضحاياه.
غطت الدراسة مناطق المملكة الخمس (الوسطى، الغربية، الشرقية، الجنوبية، الشمالية) بحيث تألف المبحوثين من عدة فئات لكل منها خصائص متميزة لخدمة أهداف الدراسة منها
تكونت عينة الدراسة علي من( 2040 ) تم تقسيمها بالشكل التالي : (1900) مفردة من المترددين والمترددات على مراكز الرعاية الصحية الأولية ، و (50) مفردة من الخبراء والخبيرات عن طريق المقابلة، و(90) مفردة من ضحايا العنف من الجنسين من مختلف الفئات العمرية .
استخدمت الدراسة استمارة استبيان العنف الأسري ، ودليل مقابلة للخبراء والخبيرات
أظهرت نتائج الدراسة انتشار معظم أنماط العنف الأسري في المجتمع السعودي كالعنف اللفظي والبدني والنفسي والاجتماعي والاقتصادي والصحي والجنسي والحرمان والإهمال ، إلا أن بعض تلك الأنماط أكثر شيوعاً في المجتمع السعودي مقارنة بالمجتمعات الأخرى. والعنف اللفظي هو الأكثر انتشاراً ، والأزواج هم أكثر من يمارسون العنف ضد زوجاتهم. للعنف الأسري أسباب عدة منها الديني والاجتماعي والاقتصادي والنفسي والجنسي. و هذه العوامل تتباين أهميتها وترتيبها حسب مناطق المملكة. من أهم آثار العنف الأسري طلب الزوجة الطلاق ، والتسبب بمشكلات نفسية للضحايا ، وتأخر الأبناء دراسياً، وتعاطي المخدرات هروباً من الواقع . والانحراف الأخلاقي والسلوكي، وتمرد الأبناء على والديهم ، وتغيب الزوج عن المنزل ، وحدوث عاهات وإعاقات دائمة وأحياناً القتل بدافع الانتقام.
انتشار العنف الأسري وخاصة العنف اللفظي و الاقتصادي ، وأن الإجراءات القائمة للتعامل معه لا تزال قاصرة ما يعني ضرورة بذل مزيد من الجهد للتخفيف من حدة المشكلة والتعامل معها بكل شفافية.
تباينت أشكال العنف (اللفظي ، النفسي، الاجتماعي، الاقتصادي ، الإهمال، الجسدي الجنسي، الصحي ) حسب مناطق المملكة الخمس (الوسطى، الغربية، الشرقية ، الشمالية ، الجنوبية)
يوجد اتفاق عام بين مناطق المملكة على ترتيب أشكال العنف حيث اتضح أن العنف اللفظي يمثل المرتبة الأولى ويأتي العنف الصحي في المرتبة الثامنة والأخيرة في ترتيب أشكال العنف.
وخرجت الدراسة بجملة من التوصيات تتوجه إلى عدة قطاعات حكومية منها وزارة العدل، والداخلية، والشؤون الاجتماعية، والتعليم العالي، والتربية والتعليم، والإعلام. وتهدف التوصيات إلى معالجة ثلاث قضايا رئيسية تتمثل في وقاية المجتمع والجماعات والأسرة والأفراد من ظاهرة العنف المتفاقم بوضوح، وتحديد أساليب التعامل معه، ومعالجة آثاره.