Abstract:
يعتبر مصطلح العمل التطوعي مفهوماً أصيلاً في الثقافة العربية الإسلامية، وخاصة أنه جهد مبذول من الفرد لخدمة الجماعة والمجتمع دون انتظار عائد، أو تحقيق إفادة مادية، مع أن بعض الجهات التطوعية تعطي المتطوع مقابلاً مادياً إلا أن هذا المقابل لا يتناسب والجهد المبذول والوقت المستقطع .
وينطلق هذا البحث من نتيجة - انتهى إليها استطلاع رأي أجراه مركز رؤية للدراسات الاجتماعية عن أولويات واهتمامات الشباب الجامعي السعودي-مفادها: ضعف مشاركة الشباب في الأعمال التطوعية، إذ جاءت ممارسة العمل التطوعي في الترتيب الأخير، وفق أولويات واهتمامات الشباب الجامعي في قضاء وقت الفراغ بنسبة 24 % من أفراد العينة، بعكس الإنترنت الذي احتل المرتبة الأولى في قضاء وقت الفراغ بنسبة 78 % ، تليه مشاهدة التلفاز بنسبة 75 %.
وتضع هذه النتيجة علامات استفهام عديدة حول ضعف إقبال الشباب على العمل التطوعي واستثمار وقت الفراغ في أعمال خيرية تعود بالنفع على الشباب، وعلى المجتمع والوطن بالخير.
والعمل التطوعي هو: استقطاع جزء من وقت وجهد المتطوع وتوجيهه إلي النفع العام، دون انتظار عائد مادي أو عيني.
وللأزمات والكوارث أثر هام في تفعيل وتكوين دافع لدى الشباب وغيرهم من فئات المجتمع إلى المشاركة الاجتماعية والعمل التطوعي ومد يد العون مندفعين بالتأثر النفسي بالأزمة أو الكارثة ، والتفاعل والشعور بالمسئولية تجاه من يعاني آثارها، مما يسبب تغيراً في ترتيب أولويات أفراد المجتمع لصالح الموضوعات وثيقة الصلة بالأزمة، وذلك ما ظهر في الإقبال الشبابي لمعاونة ضحايا سيول جدة على الرغم من نتيجة استطلاع الرأي الذي سبق الإشارة إليه.