Abstract:
استهدفت الدراسة الوقوف على العوامل المؤثرة في تمويل التعليم في النموذج الإسلامي، والتعرف على مصادره، وأوجه الإنفاق عليه، وميزانيته، ومن ثم التوصل إلى إمكانية الاستفادة منه في تمويل التعليم في الوقت الحاضر والمستقبل، انطلاقاً من افتراض أساسي مؤداه أن أية نهضة تعليمية لابد وأن ترتبط بمصادرها التمويلية.
وتتمثل أهمية الدراسة في: ندرة الكتابات حول الموضوع في المكتبة العربية، زيادة الحاجة للبحث عن بدائل للتمويل الحكومي في العصر الحديث، التأكيد على أهمية تمويل التعليم، ودوره في دفع خطواته، الكشف عن تجربة مهمة في تاريخ التربية الإسلامية ربما يمكن الاستفادة منها في تمويل التعليم مستقبلاً.
جاءت حدود الدراسة المكانية في أماكن التعلم، والتي شملت المساجد والكتاتيب والمدارس والمكتبات وبيوت الحكماء ومنازل العلماء وذلك في العصور الإسلامية الزاهرة من القرن الأول الهجري حتى نهاية القرن العاشر الهجري. كما استخدم الباحث منهجين متداخلين، هما المنهج التاريخي؛ والمنهج الوصفي التحليلي.
وخلصت الدراسة إلي عدد من النتائج المتعلقة بالعوامل المؤثرة في تمويل التعليم وتتمثل في :
·اهتمام الإسلام بالعلم أوجد دافعاً شرعياً قوياً في نفوس المسلمين يحركهم لطلب العلم وتحصيله، مما أدي لظهور عدد من العلماء والمعلمين الذين يسعون لنشر وتيسير العلم والمعرفة .
·أدى التنوع المذهبي الفقهي بخاصة إلى مسارعة أنصار كل مذهب إلى تشجيع مذهبهم والعمل على نشره، مما كان له أثر إيجابي على تمويل التعليم.
·ألقت النظرة الاجتماعية المتفاوتة للمعلمين بآثارها على أجور المعلمين وتمويل التعليم ولهذا فقد أدت هذه النظرة إلى التوسع في التعليم الخاص بالكتاتيب نظراً لتدني رواتب المعلمين، كما أسهمت في دفع الطلاب إلى التأهيل الذاتي للوصول إلى مرحلة التأديب.
نتائج متعلقة بمصادر تمويل التعليم مثل الإسهام الحكومي الكبير ممثلاً ببيت مال المسلمين، إلا أنه لم تظهر آلية واضحة أو تنظيم إداري للتمويل الحكومي كمصدر من مصادر تمويل التعليم .