Abstract:
هذه الدراسة دراسة وصفية، تهدف بشكل رئيسي إلى الكشف عن اتجاهات الشباب السعودي نحو الإنترنت. كما تهدف إلى الكشف عن المتغيرات الشخصية والأسرية وخصائص ومجالات استخدام الانترنت المؤثرة في اتجاهات الشباب السعودي نحو الإنترنت. وقد اعتمدت الدراسة على منهج المسح الاجتماعي بالعينة، وطبقت على عينة قوامها(1559) مبحوثاً، من الطلاب الجامعيين بجامعة القصيم بمنطقة القصيم، باستخدام طريقة التوزيع المتناسب في سحب عيّنة عشوائية طبقية نسبية من المجتمع الأصلي للدراسة، وذلك على أساس تقسيم عينة هذه الدراسة إلى طبقات (نوع الكلية، والسنة الدراسية)، واعتمدت الدراسة في جمع بياناتها على الاستبانة كأداة رئيسية. وقد أبانت نتائج الدراسة أن الاتجاهات المتبلورة لدى المبحوثين من الشباب السعودي، هي اتجاهات تميل نحو الإيجابية في مجملها، وتتسق نسبياً مع المحتوى المعرفي للإنترنت بأبعاده المختلفة، والتي تم تحديدها في الدراسة بسبعة أبعاد ممثلة في: البُعد الثقافي، والبُعد غير الأخلاقي، والبُعد الاجتماعي، وبُعد القيم الإيجابية، وبُعد التوافق الاجتماعي، والبُعد الأسري، وبُعد التعليم الجامعي. ومع ذلك فهو اتساق متفاوت نسبياً في درجة حدّته وعمقه وشدته فيما بينهم حسب نوع البُعد وطبيعته، حيث اتضح أن اتجاهات المبحوثين تكون أكثر اتساقاً نحو الإنترنت في الجوانب المتعلّقة بالأبعاد الثقافية والأخلاقية والاجتماعية والقيم الإيجابية والتوافق الاجتماعي، عند مقارنتها بالبُعد الأسري وبُعد التعليم الجامعي، الأقل اتساقاً نحو الإيجابية. كما تبين من نتائج الدراسة أن هناك مجموعة من المتغيرات الشخصية والأسرية والمتغيرات المرتبطة بخصائص ومجالات استخدام المبحوثين للإنترنت التي استطاعت أن تتدخل في أنماط الاستجابة المتبلورة لدى المبحوثين من الشباب السعودي، وذلك بإحداثها فروقًا واختلافاتًا في اتجاهاتهم نحو الإنترنت، وذلك بحسب المؤشرات المستخدمة في الدراسة الحالية، كمتغير العمر، والدخل الشهري، والحالة الاجتماعية للمبحوث، ونوع الكلية، والمستوى التعليمي للأب، ومكان الإقامة، ومعدل الاستخدام اليومي للإنترنت، والمكان المفضل للاستخدام، والخبرة في الاستخدام، والمجالات التي تستخدم الإنترنت من أجلها، إلا أن تأثير بعض تلك المتغيرات قد ضعف أحياناً أو تلاشى تماماً بحسب هذه المؤشرات ومكوناتها. وعطفاً على ما عرضت له الدراسة في الجزء النظري وما خلصت إليه من نتائج في الجزء الميداني، فقد اقترحت عدداً من التوصيات، منها: الدعوة لإدخال مقررات دراسية خاصة بكيفية التعامل الأمثل مع الإنترنت في مختلف مراحل التعليم المختلفة، والعمل عبر كافة الوسائل الممكنة على توضيح أهمية الدور الأسري في تعزيز الوعي لدى الأبناء، من خلال ما تغرسه فيهم من قيم واتجاهات ومبادئ وأخلاقيات، وحث الجهات المعنية والجامعات السعودية ومراكز الأبحاث على التركيز على دراسة واقع الإنترنت في المجتمع والمشاكل المصاحبة لذلك الاستخدام، والتمويل السخي لتلك الأبحاث.