Abstract:
تلعب المرأة الريفية دوراً بارزاً وملموساً في مختلف جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية وحتى الثقافية والسياسية في الريف اليمني الذي تزيد فيه نسبة الإناث عن الذكور بسبب الهجرة الداخلية والخارجية بين الذكور خاصة. وبالرغم من أن هذه الحالة المتميزة للمرأة الريفية قد خضعت للعديد من الدراسات التي ركزت على جوانب مختلفة من إسهامات المرأة الريفية في الحياة العامة للمجتمع اليمني والريفي منه على وجه الخصوص، إلا أن مسالة تحديد وتقييم دورها في زيادة الدخل الأسري في الريف لم يتم تناولها من خلال دراسة علمية موثقة. لذلك استهدفت هذه الدراسة تقييم دور المرأة الريفية في زيادة دخل الأسرة من خلال مساهمتها في الأنشطة الإنتاجية الزراعية وغير الزراعية بأجر وبدون أجر، إلى جانب تلمس اتجاهات المرأة نحو الأنشطة الإنتاجية التي تعمل بها ومدى رغبتها في الأنشطة المستقبلية وتحديد العوامل التي تؤثر على مشاركة المرأة في الأنشطة الإنتاجية. ولتحقيق هذه الأهداف تم استخدام أسلوب التحليل الوصفي والإحصائي لعينة الدراسة من حيث المواصفات الديمغرافية والاقتصادية وذلك عن طريق استخراج النسب المئوية والتكرارات والجداول المتقاطعة والمتوسط الحسابي والانحراف المعياري ، وتم إجراء اختبارات تحليل الانحدار المتعدد(Multiple Regression)، ومربع كاي (Chi-square) وذلك لتحديد العلاقات بين متغيرات الدراسة التي شملت دخل المرأة واتجاهاتها نحو الأنشطة الإنتاجية التي تعمل بها ورغباتها في الأنشطة المستقبلية والموصفات الديمغرافية. وأشارت نتائج الدراسة إلى أن 92.7% من نساء العينة يساهمن بدخل نقدي من خلال عملهن في الأنشطة الإنتاجية الزراعية وغير الزراعية، وبلغ معدل الدخل السنوي للمرأة 43530 ريالاً بنسبة مساهمة 22.6% من الدخل الكلي للأسرة في العام، وقدرت مساهمة المرأة من النشاط الزراعي ضمن إطار الأسرة بنسبة 10% من الدخل الكلي للأسرة في العام، وأعلى دخل للمرأة كان من العمل الحكومي ثم التجارة، وتبين أن زيادة عدد الأنشطة التي تمارسها المرأة تزيد كلما قل دخلها من النشاط الواحد . وبينت النتائج أن هناك علاقة بين اتجاهات المرأة نحو الأنشطة التي تحصل منهاعلى دخل أعلى مثل العمل الحكومي والتجارة والحرف اليدوية، وبينت النتائج كذلك أن أهم العوامل التي تحد من مشاركة المرأة في الأنشطة الإنتاجية هي انخفاض عائداتها من العمل . وتوصي الدراسة بضرورة الاهتمام بشؤون المرأة الريفية من خلال توفير برامج الإرشاد والتدريب ورفع مهارتها في الأنشطة الإنتاجية المدرة للدخل وتوفير المشاريع والأنشطة الإنتاجية على ان يتم اختيارها وتوزيعها حسب الخصائص الشخصية للمرأة مثل العمر والحالة الاجتماعية والمستوى التعليمي والخبرة وتحسين مستوى الصناعات الريفية ، وتوفير الامكانات التي تساعد المرأة في التغلب على الصعوبات التي تواجهها في العمل ، وزيادة برامج محو الأمية واستمرارها وتشجيع المرأة على المشاركة في المشاريع الجماعية وضمان حقوق المرأة في ملكية مدخلات الإنتاج كالأرض والمساواة في الأجور.