Abstract:
هذه الدراسة، دراسة وصفية تهدف إلى الكشف عن أنماط انحرافات الشباب بمحافظة جدة، ومعرفة العوامل التي ساهمت في ممارستها، تلك الانحرافات التي يمارسها الشباب داخل المنزل، وتشاهد وتمارس داخل المؤسسات التعليمية، وتمارس داخل مراكز التسوق الحديثة. واعتمدت على منهج المسح الاجتماعي بالعينة، وطبقت على ألف وستمائة مفردة من الشباب الذكور، السعوديين، المقيمين مع أسرهم في مجتمع البحث بصفة دائمة، وتزيد أعمارهم عن أربعة عشر عاماً وتقل عن الثلاثين عاماً، وينتمون إلى المؤسسات التعليمية في مجتمع الدراسة، وقد تم اختيارهم من خلال العينة متعددة المراحل. اعتمدت الدراسة على الاستبيان والملاحظة كأداتين رئيستين في جمع البيانات الميدانية، بالإضافة إلى المقابلة كأداة مكملة لهما. وقد توصلت إلى نتائج عدة، من أبرزها : 1) أكثر من ثلثي العينة ارتكبوا ثمانية انحرافات فأكثر من الانحرافات الممارسة داخل المنزل البالغ عددها عشرون انحرافاً، وأكثر هذه الانحرافات ممارسة الانحرافات الأخلاقية. 2) انتشار الانحرافات داخل المؤسسات التعليمية، إذ إن جميع المبحوثين شاهدوا على الأقل نمطا واحداً، وأكثر من النصف شاهدوا أربعة وعشرين نمطا فأكثر من الانحرافات البالغ عددها ثلاثة وثلاثون انحرافاً. 3) أكثر من نصف العينة مارسوا الانحراف داخل المؤسسات التي ينتمون إليها بمعدل ممارسة منخفض، أي تراوح عدد الانحرافات التي مارسوها من نمط إلى أحد عشر نمطاً. 4) معدل ممارسة انحرافات الشباب في تزايد، وأكثر الانحرافات ممارسة هي : ممارسة العادة السرية داخل المنزل، وإحضار الهاتف الجوال إلى المدرسة أو المعهد، ومشاهدة القنوات الفضائية الإباحية، والغش في الامتحان، وتصفح مواقع التعارف والدردشة مع الجنس الآخر عبر الإنترنت. 5) تبين من نتائج الجزء الكيفي من الدراسة أن ظاهرة الغزل في مراكز التسوق الحديثة يرتبط بها مجموعة من الانحرافات، من أبرزها الدخول إلى مركز التسوق بأساليب متنوعة مثل، دفع البقشيش إلى أفراد الأمن أو لبعض النساء مقابل الدخول إلى المول، والدخول برفقة فتاة يدعي الشاب أنها من أفراد أسرته وهي ليست كذلك، وممارسة الغزل بأساليب عدة، منها البلوتوث والترقيم والمحادثة الشفاهية، وإيذاء الفتيات لفظياً وجسدياً أثناء خروجهن. 6) أظهرت نتائج التحليل الإحصائي أن اضطراب بعض الأدوار الوظيفية لكل من الأسرة والمدرسة كان العامل الرئيس الذي دفع الشباب إلى ممارسة أنماط الانحرافات المختلفة. تمثل هذا الاضطراب بالنسبة للأسرة في عدم الاهتمام الأسري، وفي الموقف السلبي من الانحرافات الممارسة داخل المنزل، أي اضطراب الدور الوقائي والعلاجي معًا. أما بالنسبة للمؤسسة التعليمية، تمثلت مظاهر الاضطراب الوظيفي في ضعف مستوى الضبط الداخلي، وغياب أو ندرة العمل الاجتماعي، وعدم فعالية التعليم الذي يتلقاه الشاب في تهذيب سلوكه، بالإضافة إلى عدم توافق الشاب مع البيئة التعليمية بشقيها المادي والمعنوي.