الخلاصة:
هذه الدِّراسَة دراسةٌ وصفيّة تهدف بصورةٍ رئيسيةٍ إلى الكشف عن أداء وبناءِ المنظَّمات الخيْريّة من خلال الوُقوف على واقعِ المنظَّمات الخيْريّة، والكشفِ عن طبيعة العمل الخيريّ لهذه المنظَّمات، ومعرفةِ مدى مُساهمتِها في مقابلة الاحتياجات الفعليّة للمُحتاجِين، إضافةً إلى معرفةِ مكامن القوّة والضعف في عمل هذه المنظَّمات. كما أنّ هذه الدِّراسَةَ تُحاولُ من جهةٍ ثانيةٍ الكشفَ عن تقييم بعضِ المستَفيدينَ من خدمات هذه المنظَّمات والدَّاعمين لها للدَّوْر الذي تؤدِّيه، ومدَى رضاهم عن فاعليَّة هذهِ المنظَّمات في تنمية المجتمع. اعتمدتِ الدِّراسَةُ على منهج المسح الاجتماعيّ بالعينة، وطبّقت على عيّنة قِوامُها (750) مبحوثاً، شكَّلوا عيّنات الدِّراسَة الأربع، المكوّنة من المدراء التنفيذيين للمنظمات الخيْريّة (42) مبحوثًا، والموظفين (132) مبحوثاً، والمستفيدين (517) مبحوثاً، والدّاعمين (59) مبحوثاً، وقد تمّ اختيارُ جميع العيّنات بطريقة العيّنة العشوائيّة البسيطة (simple random sample). واعتمدتِ الدِّراسَةُ في جمع بياناتها على الاستبانة والمقابلة كأدَاتَيْن رئيسيتين. وقد توصّلتِ الدِّراسَةُ إلى نتائج من أبرزها: أن هناك اتفاقًا تامًّا بين جميع عيّنات الدِّراسَة بمستوياتها الأربعة على أهمية الدَّوْر الذي تلعبه المنظَّمات الخيْريّة في تنمية المجتمع. وأن معظمَ المنظَّمات الخيْريّة في مجتمع الدِّراسَة تمارس العملَ الخيريَّ الإغاثي والرِّعائيَّ وذلك من خلال اقتصار أغلبِها على البرامج والأنشطة التي تشمل المساعدة المالية والغذائية. وكشفتِ الدِّراسَةُ أن مجلس إدارة المنظَّمات الخيْريّة هو الذي يقوم بمعظم المهامِّ في إدارة المنظَّمات وتسيير أمورِها، حيث أن مجلس الإدارة يتولى بالإضافة إلى وضع سياسات وبرامج المنظمة تقييمَ أداء المنظمة، وإبرازَ أوجه التميُّز والقصور في أداءها. وأن المنظَّمات الخيْريّة تُدار من خلال لوائحَ وأنظمةٍ داخليةٍ أقرّها مجلس إدارة المنظمة الذي ينهج أسلوبَ العمل التشاوريّ لإصدار هذه اللوائح. وعدم إمكانيّة الاستغناء عن التبرُّعات والهبات المقدّمة من الداعمين للمنظمات الخيْريّة في الوقت الحاليِّ؛ نظرًا لقصور جانب تنمية الموارد المالية في المنظَّمات الخيْريّة. وضعفُ وسائل الإعلام المختلِفة في المساهمة في إبراز أعمال المنظَّمات الخيْريّة والتعريف بدَوْر هذه المنظَّمات في تنمية المجتمع، مما يُعزز من الوعي بثقافة التطوع لدى أفراد المجتمع. وأظهرتِ الدِّراسَةُ أنَّ أهمَّ العقبات التي تواجه المنظَّمات الخيْريّةَ وتحد من فاعليتها هي قلة المعونات الحكومية المقدّمة من قِبل جهة الإشراف الحكومي، إضافةً إلى ضعف مشاركة القطاع الخاصِّ في برامج وأنشطة المنظَّمات.