الخلاصة:
شهدت وسائل العالم بصفة عامة تطورات هائلة، وقفزات تكنولوجية واسعة في مجال وسائل الاتصال وتبادل المعلومات، وعلى رأس هذه القفزات ظهور الشبكة الدولية للاتصالات والمعلومات "الإنترنت"، الأمر الذي هدد سلطة وسائل العالم ً التقليدية؛ نظرا لتميز وسائل العالم الجديدة بالتفاعلية النشطة، والسرعة العالية، والسهولة المتناهية في جمع البيانات والمعلومات.
كما ظهرت تبعا لذلك مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تعد وسيطا مفضلا للتواصل مع الأصدقاء والأهل والمعارف؛ حتى مثلت حياة بديلة لأفراد المجتمع، لا سيما الأطفال والمراهقين.
ولا شك أن لهذه الوسائل فوائد كثيرة، خاصة في مجال المعلومات والترفيه، ولكن هذه الفوائد ليست خالصة، بل يشوبها كثر من المضار والسلبيات على المراهقين والأطفال على وجه الخصوص، إذ إن مصادر المعلومات والبرامج غالب ما تأتي من بيئات مختلفة ثقافة وأخلاقا.
فعامل الإنترنت، لا سيما مواقع التواصل الاجتماعي، رغم مزاياه العديدة، إلا إنه محفوف بالمخاطر المحدقة والتي تمس الأطفال والمراهقين، وأيضا كيان الأسرة وتماسكها والقدرة على التواصل بني أفرادها، من جهة، ومع المجتمع من ناحية أخرى.
فالطفل أو المراهق ما يقع فريسة لما يتلقى عبر هذه الوسائل من ثقافات وعادات قد لا تتفق مع بيئته ومجمعته، وقد تصبغه بصبغتها؛ ما يؤدي مستقبلاً إلى وجود تنافر في الأفكار بين أفراد الأسرة، وعدم اتفاق في المبادئ، وهو ما يعني تفكك الروابط واللحمة الأسرية. لذا فإن التحدي الرئيس الذي يواجهنا هو كيفية حماية الأطفال والمراهقين وتوعيتهم بمخاطر مواقع التواصل الاجتماعي مثل: تعرضهم لانتهاك الخصوصية، والإباحية، والابتزاز، والتشهير، والاستغلال الجنسي، والعنف الإلكتروني، وغيره...
ويرى الباحث أننا أمام ظاهرة باتت تشكل خطراً أسرياً ومجتمعياً، خاصة فيما يتعلق بالترابط بين أفراد الأسرة الواحدة، الذي أصبح مهدداً بالانقطاع، وهو ما ينذر بخطر داهم على الطفل ذاته، وعلى الأسرة كلها.