الخلاصة:
كانت القضايا الاجتماعية والإدارية الناشئة عن النزاعات الأسرية وزيادة معدلات الطلاق من بين المشاكل الهامة في القرن العشرين. وقد اكتسبت الوساطة الأسرية، وهي إحدى الأساليب المستخدمة لمعالجة هذه القضايا، أهمية كحل تشكله الثقافات والمعتقدات المختلفة. وفي تركيا، هناك خطط لتطبيق الوساطة كطريقة بديلة لحل النزاعات، مع وجود تفاهم سائد على أنه يمكن استخدام أساليب ذات أصل أوروبي في هذه العملية. ومع ذلك، ونظراً للاختلافات الثقافية بين أوروبا وتركيا، هناك أيضاً ميل نحو تطوير نموذج يتماشى مع البنية الثقافية لتركيا، والذي يُعتقد أنه يحقق نتائج أكثر إيجابية وفائدة للمجتمع التركي. وفي الواقع، يتم إجراء دراسات أكاديمية مختلفة لتمهيد الطريق لإنشاء نظام فريد من نوعه يتم تطويره من خلال الاستفادة من تجارب البلدان التي طبقت مثل هذه الممارسات في الآونة الأخيرة. تتناول هذه الدراسة ممارسات الوساطة والتحكيم الأسري في المملكة العربية السعودية، والتي تبني قانون الأسرة المطبق عليها على الشريعة الإسلامية وتحافظ على إطار ثقافي إسلامي راسخ في حياتها الاجتماعية، بهدف المساهمة في الأبحاث القائمة.
